الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول

من طرف **أحلى بسمة** الخميس أكتوبر 29, 2009 8:00 am

معظم زوار اسطنبول لا يعرفون سوى القليل عن الجانب الأسيوي من المدينة. فهم يلقون نظرتهم الأولى على الشاطئ الآسيوي حين تقترب منه قواربهم. وبالتأكيد سيعجبون بثكنات السليمية الرائعة التي ترتفع في سماء ضاحية اوسكادار، وسيتأملون بدهشة مسرح البلدية الجميل الذي يطل على الميناء في كاديكوي، الضاحية الرئيسية الثانية في الجزء الآسيوي من اسطنبول. وعند انتهاء الرحلة، سينزلون من قواربهم ويمكثون لفترة وجيزة في الجزء الآسيوي من المدينة شاعرين ببهجة كونهم في قارة أخرى.

الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول 2

ولكنهم، في معظم الأحيان يستقلون أول قارب يعود بهم الى أوروبا وبالتأكيد ان الزوار الذين يتجاهلون الشاطئ الآسيوي يفوتهم الكثير. فضاحيتا، اوسكادار وكاديكوي تتميزان بالهدوء والدفء وتزخران بالعديد من المتاجر والمطاعم الممتازة، وتبعدان كثيرا عن منطقة السياح المكتظة. وفي قلب هذه المدينة التي لا تفتأ تتغير، حافظ هذان الحيان على سحرهما كمنتجعين بحريين قديمين.

الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول 3

يتألف حي اوسكادار الواقع الى الشمال من مجموعة شوارع محيطة بساحة مطلة على الواجهة البحرية يعلوها مسجدان عظيمان، هما جامع محرمة سلطان وجامع يني وليد. وتذكّرنا هذه المباني الرائعة بالمكانة السابقة لهذه المنطقة كمنتجع للطبقة المالكة في العهد العثماني. وبالقرب من ثكنات السليمية يرقد صرح ضخم غريب هو مدرسة حيدر باشا القديمة، التي تبدو اليوم وكأنها موقع لأفلام الرعب اكثر مما هي مكان لتلقي العلم.

الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول 4

وفي حين يعتبر حي اوسكادار الهادئ والمحافظ مكاناً رائعاً للتنزه سيرا على الأقدام، فإن حي كاديكوي هو مركز المطاعم وأماكن الترفيه. ويسير ترام يعود الى ثلاثينات القرن الماضي في طريق دائرية تمر بعشرات المطاعم، ومنها مطعم كافيه كوكلا، الذي لا يقدم سوى طبق مانتي المعروف ايضا باسم الريفولي التركي. ويقدم الطبق غارقاً بصلصة من اللبن والفلفل. يضحك فرقان اسكيلي صاحب المطعم حين أسأله لماذا يقدم صنفا واحدا في مطعمه. ويقول حسنا، الكل يحب المانتي، إنه طعام تقليدي جيد وغني مضيفا أن أحدا لم يعترض على ذلك. ويحضر اسكيلي عازفين محليين للعزف في مطعمه مما يجعل اجواء المكان من الاجمل في اسطنبول والاكثر حيوية.

وبقرب مطعم كافيه كوكلا يقع مطعم جيا سوفراسي, وهو من أفضل المطاعم غير المشهورة في اسطنبول، وصاحب فكرة إنشائه هو موسى داغديفيرين، الطاهي الذي كرس حياته للبحث عن وصفات تركية فريدة والحفاظ عليها. وبعد عقدين من العمل في هذا المجال، لا يزال يخترع أطباقا غير معتادة مثل وشني كباب (لحم البقر مع الكرز الأسود)، وبامية اكسيسي (لحم الضأن مع البامية والليمون)، وبيرديلي بيلاف، (ويعني الأرز مع الستائر أرز مطبوخ بالفرن داخل عجينة رقيقة). وتقدم الأطباق في صحون نحاسية محفورة على الطريقة العثمانية، مع الكثير من خبز الذرة الطازج.

الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول 7

ويزخر سوق تي يول بالمتاجر والمنصات المليئة بالمأكولات المحلية. وتغطي براميل الزيتون العملاقة الأرضية في متجر غوزدي ساركوتيري، وتمتلئ الرفوف بأنواع الأجبان والمخللات المحلية. أما متجر باهجي كورو غيدا فهو عبارة عن كنز للزيوت الطبيعية والأعشاب العلاجية. وتؤكد ايدا اكساكال التي تعمل مساعدة بالمتجر خلال العطلة المدرسية أن الأعشاب التي يبيعها المتجر كفيلة بعلاج أي داء. وتحمل في يدها قطعة موسكا سامسا وهي حلوى لزجة من محافظة غازي عنتيب مصنوعة من الفواكه المجففة والجوز والفستق الحلبي وتقول هذه كفيلة بأن تمدك بالطاقة.

الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول 5

وستحتاج فعلا الى طاقة لتمضية ليلة في كاديكوي المليئة بمحلات الترفيه. من المحلات الصغيرة التي تقدم موسيقى الروك في زقاق دوملوبينار الى محل ”شافت“ الشهير الذي يقدم موسيقى الجاز والعازفين في الشارع أمام دار سريا للأوبرا. وقد عادت الحياة الى دار سريا للأوبرا مؤخرا لتصبح الدار الحكومية الثانية للأوبرا والباليه بعد تجديدها قبل عامين. وساعد المركز الجديد على إطلاق نهضة ثقافية رغم أن حي كاديكوي كان لفترة طويلة مركز محلات بيع الأثريات. وفي المنازل اليونانية القديمة في الشوارع الخلفية لحي كاديكوي تزدهر تجارة القطع الأثرية التي جمعت من أنحاء تركيا والامبراطورية العثمانية السابقة. وتختلف هذه المنطقة عن الباراز الكبير على الشاطئ المقابل حيث يلح الباعة على المشترين.

وفي بوتيك ”عايشة يونيك“, يبيع باريس تاسكون قطع جمعها عمه كاتب سيناريو الأفلام فاتح سولماز على مدى أربعة عقود. وتجد في المتجر ساعات قديمة عليها أرقام عربية ولوحات وإطارات خشبية من حلب. ويسأل تاسكون هل رأيت في حياتك مثل هذه. مشيرا الى ناي مزودج. ويجيب نفسه قائلا انا شخصيا لم أر مثله في حياتي ، مؤكدا أن هذا الناي ربما يكون الوحيد في العالم.

الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول 8

وفي اسفل التلة، وبعد المتاجر المكتظة بكل شيء، من السجاد الى كتب الرسومات، تجد المصور الصحفي المتقاعد اورهان اكديمير جلسا على باب منزل عاش فيه 60 عاماً. ظاهريا يبيع اكديمير كاميرات قديمة ومناظير صينية رخيصة. لكنه يعترف بأنه يمضي معظم يومه في الحديث مع مالكي المتاجر المجاورة والمارة. ولا أحداً هنا على عجلة من أمره تمنعه من التوقف والحديث مع اكديمير الذي يقول يقولون أن الجانب الأوروبي فيه أشياء جميلة.. ولكن هل من المعقول أن يكون أفضل من هذا؟

من طرف **سحورتي** الخميس أكتوبر 29, 2009 11:30 am

من طرف **أحلى بسمة** الإثنين نوفمبر 09, 2009 8:59 pm

الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول

الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول

رد: الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول

رد: الجانب الآسيوى المزدهر من اسطنبول