بمناسبة الاسراء والمعراج

من طرف **أحلى بسمة** الخميس يوليو 08, 2010 2:04 pm

يحتفل الليلة العالم الاسلامي من اقصاه الى اقصاه بذكرى حادثتي الاسراء والمعراج- برسول الانسانية ومعلم البشرية- سيدنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث وقعتا معاً في مثل هذه الليلة، ليلة السابع والعشرين من شهرنا هذا رجب الحرام على أصح الاقاويل ، ويطيب الحديث وتطيب الكتابة عن هذه الذكرى الاسلامية، لمكانتها في نفوس المسلمين ، يقول الله سبحانه وتعالى: «سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركناحوله، لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» ، وفي هذه الآية الكريمة اشار النص القرآني المجيد، الى رحلة الإسراء مفتتحاً الحديث عنها بتسبيحه جل شأنه مبتدئاً بكمال تنزيه الذات العلية عن كل نقص، وموضحاً الحجة الدامغة الصريحة، على أنها معجزة فوق مستوى العقل البشري ،وذلك بإسناد الفعل الى الله العلي القدير ولما كان في الاسراء ما فيه من سمو مكانة الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم وزيادة تشريفه، فقد وصفه الله تعالى بأسمى الأوصاف وأكرم المقامات، وهي قوله تعالى «بعبدة»، فهو الذي خلصت عبوديته، وكمله ربه، وأدبه فأحسن تأديبه وتوجه بمكارم الاخلاق، قال تعالى «وإنك لعلى خلق عظيم» وقال صلى الله عليه وآله وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، لقد أسرى به صلى الله عليه وسلم ليلاً، في وقت السكون، وفي هدأة الحياة وطمأنينة الأفق الكوني في جزءمحصور من الليل، فأسرى به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى، الذي بارك الله حوله بكثير من النعم السابغة الظاهرة والباطنة، المادية منها والروحية، فحول هذا المسجد العظيم أخرج الله تعالى كثيراً من خيرات الارض ونباتاتها الطيبة الكثيرة التي تنفع الناس كما أن حوله من البركات الروحية والمعنوية ما يروي ظمأ النفوس المؤمنة فهو مهبط الانبياء والملائكة وقد كشفت الآية الكريمة عن الآء «الله» التي توافدت على حبيبه صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك في قوله تعالى: «لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير»، وفي تلك الآيات التي آراها الله لحبيبه ومصطفاه صلى الله عليه وآله وسلم ما يدل على كمال قدرة الله سبحانه وتعالى ، مما لا يسوغ لمنكر جاحد لهذه المعجزة الخارقة، ان يتصدى لها بالانكار، لا سيما وقد أمد الله تعالى الفكر البشري اليوم، بفيض غامر من العلوم والمعارف التي جعلته يرسل الطائرات في الاجواء، ويبعث سفن الفضاء فترسو على القمر فكيف ينكر إنسان على خالق القوى والقدر، ومدبر السموات والارض اسراءه برسوله صلى الله عليه وسلم ومما ينبغي الاشارة اليه، ان الاسراء والمعراج ليس معجزة خاصة بتأييد الدعوة وانما المعجزة التي تحدى بها القوم هي القرآن الكريم، أما هذه المعجزة فهي احدى الخوارق وفي الوقت نفسه تكريم وأي تكريم لخاتم المرسلين صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وكان لهذه المعجزة أثرها اذ زادت المؤمنين إيماناً واستبشروا برعاية الله تعالى لهم وزادت الكافرين رجساً .. قال تعالى « فأما الذين آمنوا فزادهم رجساً الى رجسهم وماتوا وهم كافرون» وهكذا كان لهذه المعجزة أثرها، بما أفاء الله تعالى من الآيات الكبرى على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم التي رآها في هذه الرحلة المباركة، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحدث بما رأى ابنة عمه أم هاني وحاولت معه الا يخبر احداً من الكفار بذلك ولكن الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم ، عزم ان يحدث بما رأى من نعم الله سبحانه وتعالى، فذهب الى جوار الكعبة مفكراً في خشوع وابتهال، فمر به ابو جهل -لعنه الله- ، فقال هل من خبر فقال نعم قال وماهو، فقال « إني أسري بي الليلة الى بيت المقدس، فقال الى بيت المقدس، فقال نعم، فقال أبو جهل -لعنه الله- أرأيت ان دعوت قومك لتخبرهم ، اتخبرهم بما أخبرتني به، فقال نعم، فنادى أبو جهل -لعنه الله- ، هيا يا معشر قريش فاجتمعوا فقال للرسول صلى الله عليه وآله وسلم أخبر قومك بما اخبرتني به فقال الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم « إنه اسري بي الى بيت المقدس تلك الليلة» فكذبوه واستبعدوا ذلك، وقالوا لأبي بكر رضي الله عنه، إن صاحبك يقول كذا وكذا، فقال ان كان قد قاله فقد صدق، قالوا تصدقه على ذلك قال إني اصدقه على أبعد من ذلك اصدقه على خبر السماء، وقدتمادى القوم في لجاجهم وحوارهم ويسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في تعنت وجفاء عن بيت المقدس ومنهم من كان قد رآه، وظنوا أنهم بهذه الاسئلة سيوقعون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحرج لكنه صلى الله عليه وآله وسلم وهو المؤيد من قبل ربه قد وصف لهم بيت المقدس وصفاً كاملاً في غاية الدقة وأخبرهم عن آياته بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: فجعلت أخبرهم عن آياته فالتبس علي بعض الشيء فجلى الله لي بيت المقدس ثم جعلت انظر اليه دون دار عقيل وانعته لهم ، فقالوا أما النعت فقد أصاب ثم قالوا أخبرنا عن عيرنا فهي اهم الينا هل لقيت منها شيئاً قال صلى الله عليه وآله وسلم « نعم مررت بعير بني فلان وهي بالروحاء، وقد فقدوا بعيراً لهم وهم في طلبه وفي رحالهم قدح من ماء فأخذته وشربته ووضعته لما كان ، فاسألوا هل وجدوا الماء في القدح حين رجعوا وقالوا هذه آية ، قال ومررت بعير بني فلان وفلان راكبان فنفر بعيرهما مني فانكسر فاسألوهما عن ذلك قالوا هذه آية اخرى ثم أخذوا يسألونه عن العدة والاحمال ودقائق الملابسات فوصفها أكمل الوصف وقال لهم « تقدم يوم كذا مع طلوع الشمس وفيها فلان وفلان يقدمها جمل اورق عليه غرارتان محيطتان قالوا هذه آية أخرى ومع وضوح هذه الادلة فقد لج القوم في عنادهم ولم يصدقوا تلك المعجزة الواضحة فقد طمس الله على أبصارهم وبصائرهم « ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور» هذا عن معجزة الاسراء اما عن معجزة المعراج فيظهر للباحث في قصة الاسراء والمعراج ان قصة المعراج لم تذكر مع قصة الاسراء في السياق القرآني الحكيم مع انهما حدثتا في ليلة واحدة وذلك انما كان تنبيهاً لقلوب القوم وفتحاً للأفق الفكري لديهم حتى يدركوا الحقيقة عن طريق إيماني سليم تتضح ادلته أمام أعينهم تدريجياً بالاسراء أولاً وعندما تتضح الحقيقة بأدلتها الناصعة على صدق الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في وصفه لبيت المقدس وللعير وما الى ذلك من الدلائل فتأنس القلوب وتثق بالمعجزة فيحدثهم بعد ذلك القرآن الكريم عن بقية الرحلة.
وعن معجزة المعراج قال تعالى « والنجم اذا هوى ماضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرةٍ فاستوى وهو بالافق الأعلى ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى الى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى افتمارونه على ما يرى ولقد رآه نزلة اخرى عند سدرة المنتهى اذ يغشى السدرة ما يغشى مازاغ البصر وما طغى لقد رأى من آيات ربه الكبرى» وقد سبق هذه الرحلة اعداد إلهي لنفس الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فجاءه جبريل عليه السلام وشق صدره الشريف ومنحه الله سبحانه وتعالى من القوة الروحية والإعداد الإلهي مايعينه على تحمل تلك الأخطار ومايتغلب به على كل عامل من العوامل المانعة للعروج والسمو الى الملأ الاعلى بحيث لا يتعارض مع النواميس الكونية والضغوط الجوية بل يكون في قدرة أسمى هي مدد من الكبير المتعال أما عما أثير حول هاتين الرحلتين القدسيتين من مزاعم وشبهات فالرد على تلك المزاعم تتمثل في أن معجزة الاسراءوالمعراج واضحة وضوح الشمس لمن وقف على نصوص القرآن والسنة بأنها كانت يقظة بالروح والجسد معاً ولا عبرة بما أثير حولها قديماً وحديثاً من مزاعم واهية لا أساس لها من الصحة فإن ما نسبوه الى السيدة عائشة رضي الله عنها انها قالت «مافقد جسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم غير صحيحة سنداً ومتناً ولا أصل لها، فإن الثابت انها لم تكن مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولم يضمهما بيت ، فالاسراء والمعراج معجزة تمت في مكة قبيل الهجرة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم انما بنى بالسيدة عائشة رضي الله عنها بعد ذلك في المدينة وأما ما أثير حول الاسراءوالمعراج من أن ذلك رؤيا منامية فذلك إدعاءباطل فكيف يكون رؤيا وقد وقفوا يعارضون ويجادلون اليسوا يسلمون بالاحلام والرؤيا المنامية فلو كانت رؤيا لما اثير حولها كل هذا الضجيج وقد جاءالتعبير القرآني الحكيم عندما تحدث عنها واضحاً كل الوضوح فبدأها بتنزيه الله تعالى « سبحان الذي أسرى » وهذا لا يكون الا من الامور الهامة العظيمة الاثر وكلمة « اسرى» موضوعة في اللغة العربية على السير ليلاً بالحركة المحسوبة باليقظة والتخصيص علي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم. بقوله « بعبده» يؤكد ذلك فالعبد انما يطلق على الادمي جسداً وروحاً وهذا ما يعنيه الاسلوب القرآني من التعبير «بعبده» الذي تكاملت فيه أسمى المقامات عند ربه سبحانه وتعالى، وأخيراً ماهي الغاية من هذه الرحلة اولاً حدد القران الكريم الغاية السامية من هذه الرحلة في قوله تعالى « لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير» وفي هذه الغاية وهي رؤية الايات الإلهية تكريم وتقدير له صلى الله عليه وآله وسلم بعد ان لاقى من اذى القوم وعنتهم فأوقفه الله تعالى على مكانته العليا التي اعدها له
وعلى آيات ملكوته العظيم كما ان هذه الرحلة كانت استعداداً وإعداداً تأهب فيه الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم والمسلمون لمراحل قادمة واشواط ستقطعها الدعوة الاسلامية في سبيل الله وكلها كفاح وجلد وتبدأ بالهجرة في سبيل الله وتواصل الجهاد رافعة « راية الله ناشرة دعوة السماء بين أرجاء العالم ثالثاً حفلت هذه الرحلة المباركة بمعان كثيرة تكشف عن فضائل عديدة لها أثرها في المحيط الاسلامي وتسمو بالامة الى مرضاة ربها كما كشفت عن رذائل بشعة، في ارتكابها هوان وضياع للشعوب والامم دنيا وأخرى فأوضحت الرحلة نماذج عديدة وصوراً بارزة محسوسة لأصحابها من الثواب والعقاب ومثوبة الله للطائعين وعقابة للمذنبين واطلع الحبيب حبيبه على أسرار الملكوت الاعلى الذي لم يصل اليه سواه ووضحت الرحلة قيمة الحياة الدنيا، وما ينبغي ان يكون الناس فيها سالكين رحلتها على هدى واخلاص بعيداً عن التكالب والتناحر كما وضحت صور الحلال والحرام فبينت مثوبة المجاهدين والمخلصين وعقاب المنافقين والزناة و أكلة الربا، وخطباء الفتنة، وأكلة مال اليتيم وما الى ذلك رابعاً أستهدفت الرحلة كذلك غاية عظيمة وهي وحدة تلك الاماكن المقدسة التي أشارت اليها الآية الشريفة مبينة شرف المسجدين حتى تتوطد الصلاة وتتوثق العرى فيتوحد الشمل ويجمع المسلمون أمرهم فياترى هل نحقق من احتفالنا بذكرى الإسراء والمعراج الغاية منها بتوحيد شمل المسلمين وجمع كلمتهم وان يكونوا على عدوهم يداً واحدة فنسعى الى مساندة الشعب الفلسطيني .. فنفك عنه الاغلال والقيود والقتل والتشريد ونفك اسر المسجد الاقصى من اليهود كي تعود الصلة بينه وبين المسجد الحرام هذا ما نتمناه على الله وما ذلك على الله بعزيز فهو حسبنا ونعم الوكيل وصلى الله على سيدنا محمد صاحب الذكرى حامل لواء الحمد يوم القيامة وشفيعنا يوم الحساب وعلى آله وصحابته وسلم تسليماً كثيراً.

من طرف **عيون شقيه** الإثنين يوليو 12, 2010 1:47 am

مشكوره حبيبتي على الموضوع

من طرف **أحلى بسمة** الإثنين يوليو 12, 2010 7:02 am

بمناسبة الاسراء والمعراج

بمناسبة الاسراء والمعراج

رد: بمناسبة الاسراء والمعراج

رد: بمناسبة الاسراء والمعراج