أم سعودية تلجأ لـ «سيدتي»: ابني يأكل قطعًا من جسده ولا يشعر بالألم!

من طرف **أحلى بسمة** الجمعة مايو 21, 2010 5:32 pm

حالة الطفل زياد تبدو غريبة وعصية على العلاج، وهذا الطفل، الذي لم يتجاوز عمره 11 عامًا، جعل الأطباء في حيرة، فلم يواجهوا حالة مماثلة، فهو لا يشعر بالألم، ويأكل أطرافه إذا ترك وحده، وقبل آخر مرحلة علاجية بالخارج كان يسير على قدميه، لكنه عاد إلى السعودية محمولاً، ويقول بعض الأطباء إنه لن يستطيع المشي بعد الآن! مما دفع والدته للجوء إلى «سيدتي» للبحث عن حل لعلاجه.
تقول سعاد، والدة زياد: «منذ ولادة ابني وهو يعاني من ارتفاع درجة حرارة جسمه، التي تصل في معظم الأوقات إلى 40 درجة، كما أن جسمه لا يفرز العرق، وذهبت إلى أكثر من طبيب، واختصاصي، إلا أنهم لم يكتشفوا سرّ مرضه». وتواصل أم زياد: «بعد ولادته بأيام أخذت ابني للطبيب، لإجراء عملية الختان، وبعد أن انتهى الطبيب من عمله، لاحظت أن زياد لم يبك، ولم يتألم، فاستغربت من الأمر، وسألت الطبيب عن ذلك، فأجابني: أنا طبيب ماهر، وأجيد عملي، فلماذا تستغربين؟ حاولت أن أصدق كلامه دونما اقتناع».

هل ظهرت أعراض غريبة لاحقًا؟
عندما بلغ عمره ستة أشهر، وبدأت أسنانه بالظهور، لاحظت عند استيقاظه من النوم أن مفرش سريره ملطخ بالدم، فاكتشفت أنه يعض لسانه، فذهبت به إلى أحد الأطباء، وعندما رأى الحالة قال: «سأخبرك بحقيقة مرض ابنك، إنه يعاني من «فقدان الشعور بالألم»، وهذا المرض يصيب طفلاً من بين خمسة ملايين، وهي حالة نادرة، وهذا المرض سيتعبك جدًّا؛ لأنه يتطلب مراقبة دقيقة للحفاظ عليه».

كيف تعلمين بإصابته وهو لا يخبرك أنه يتألم؟
عندما كبر وأصبح يمشي كنت أراقبه، ولكنه أحيانًا كان يغافلني، ويؤذي نفسه، وعندما بلغ العامين كانت تلك المرحلة من أصعب الأوقات التي مرت عليَّ، وبكيت بها كثيرًا، وذات مرة شاهدته وهو يغلق الباب على يده، ويسحبها بقوة حتى قطع جزءًا من إصبعه، وطيلة 11 عامًا، أراقبه بشكل مستمر، حتى لا يعرض نفسه للخطر، ولا أستطيع أن أنام إلا إذا خلد هو للنوم.

هل تلقى أي نوع من التعليم؟
أدخلته مدارس التأهيل للفئات الخاصة، ولكن للأسف، لم يستطيعوا أن يتعاملوا معه، فعاملوه كأطفال التوحد، واكتشفت أنه عندما يعود إلى المنزل يقوم بتقليد حركات هؤلاء الأطفال، ويتأثر بهم، ففضلت أن أخرجه من المركز.
ماذا فعلتِ بعد ذلك؟
بعد أن كبر أصبح من الصعب السيطرة عليه، لأنه يريد أن يخرج من المنزل، فسجلته بإحدى مدارس الدمج، لكنّ المدرسين لم يتمكنوا من التعامل معه، لأن حركته زائدة، وبعض المدارس رفضت أن يكمل دراسته فيها لأنه عنيف، فاضطررت إلى أن أخرجه من المدرسة.

كيف يقضي وقته في المنزل؟
زياد يعشق الكمبيوتر، وهو ماهر في التعامل معه، كما أنه ماهر جدًّا بالتعامل مع الأجهزة الإلكترونية المختلفة.

كيف كان اهتمام والده به؟
رغم معرفته بمرض زياد إلا أنه لم يعره أي اهتمام، حتى عندما يرقد بالمستشفى لمدة شهر، أو شهرين لم يزره، فاضطررت بعد سلسلة من المشاكل أن أنفصل عنه.

لماذا فكرتِ بعلاجه خارج السعودية؟
لم أجد المركز الذي يعالج حالته بالسعودية، فبحثت عبر الإنترنت، ووجدت مدارس داخلية بالأردن، فقررت أن أدخل زياد إحدى هذه المدارس، وذهبت معه، ولازمته لمدة أسبوع فقط، لأنني كنت حاملاً في الشهر الثامن، وتنقلي، وبقائي معه صعب، وبعد عودتي إلى السعودية كنت أتابع حالته عن طريق الهاتف بشكل يومي مع المشرفات، لكنهنّ أخبرنني أن حالته الصحية لا تتحسن، وبعد عودته إلى السعودية وجدته في حالة أسوأ مما كان عليها، فاتصلت بالمشرفات، وسألتهنّ: لماذا لم تخبرنني أنّ حالته تدهورت؟ فأجبنني: «لو أخبرناك أن ابنك لم يتلق العناية، أو ساءت حالته لانتقمت منا صاحبة المركز».

ما الذي حدث في المركز وتدهورت بسببه حالة زياد؟
كان يعاني من وجود جرح صغير في باطن قدمه، يحتاج كل أسبوعين لغيار وتطهير، لكن المدرسة لم تهتم بذلك، وأعتقد أنه تعرض لجراثيم ساعدت على تعفن شديد في قدمه، ووصل إلى الركبة، وخلال شهر واحد تدهورت حالة قدمه فأصبحت شبه متآكلة، كما أنني فوجئت بضعفه الشديد، كان عبارة عن هيكل عظمي.

لماذا رفضت شركات الطيران السماح لابنك بركوب الطائرة؟
عندما شككت بالوضع أرسلت أحد أشقائي لإحضاره، لكن صاحبة المدرسة طلبت مني التوقيع على إخلاء مسؤوليتها، وعندما عاد كانت هنالك أكياس على قدمه مليئة بالصديد، فلم تقبل أي شركة طيران استقباله من شدة رائحة العفن، فاضطررنا إلى استقدامه عن طريق البر إلى تبوك، ثم نقلناه بالطائرة إلى الرياض.

ألم تبحثي عن علاج آخر دون بتر قدمه؟
قال لي أحد الأطباء إن علاجه ممكن بألمانيا إذا سمحت الظروف له بالسفر، وهذا حلم بالنسبة لي ولابني أن نجد من يرعاه، ويتبرع له بالسفر، والعلاج، وكم كنا نتمنى وجود مدارس داخلية بالسعودية لاستيعاب مثل هذه الحالات الغريبة مثل حالة ابني، وأن تجد الحالات المريضة لدى هؤلاء الأطفال رعاية خاصة كوجود ممرضة تعاون الأم على مراقبتهم، والعناية بهم، وأطالب الجهات المعنية في السعودية بمساعدتي في الحصول على تعويض من المدرسة؛ لأنني سلمتهم ابني يمشي
على قدميه، وتسلمته وهو شبه معاق.